وأصلها زِوْيٌ، فقلبت الواو على ما مضى، وأدغمت في الياء.
ومن ذلك قراءة أبي نهيك:"كَلًّا سَيَكْفُرُون٤"، بالتنوين.
قال أبو الفتح: ينبغي أن تكون "كلا" هذه مصدران كقولك: كل السيف كلا، فهو إذًا منصوب بعفل مضمر، فكأنه لما قال:"سبحانه": {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ٥} قال الله "سبحانه" رادا عليهم: "كلا"، أي: كل الرأي والاعتقاد كلا، ورأوا منه رأيا [٩٨و] كلا، كما يقال: ضعفا لهذا الرأي وفيالة٦، فتم الكلام، ثم قال "تعالى" مستأنفا فقال: كل رأيهم كلا، ووقف، ثم قال من بعد:"سيكفرون"، فهناك إذا وقفان: أحدها "عزا"، والآخر "كلا"؛ من حيث كان منصوبا بفعل مضمر، لا من حيث كان زجرا وردا وردعا.
ومن ذلك قراءة السلمى: شيئ أدا٧، بالفتح.
قال أبو الفتح: الأد، بالفتح: القوة.
١ لعلها: له زي. بقيته كما في النهاية "٢: ١٤٥": فرأيت مشارقها ومغاربها. ٣ البيت من قصيدة يهجو بها الشاعر يزيد بن مسهر الشيباني. والمحاجم: جمع المحجم، وهو مشرط الحجام. وانظر الديوان: ٧٩. ٤ سورة مريم: ٨٢. ٥ هي الآية من سورة مريم. ٦ فال رأيه يفيل: اخطأ وضعف. ٧ سورة مريم: ٨٩.