روى أهل السنن الأربع وغيرهم عن أبى بكر -رضي الله عنهم- قوله: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:(ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له) ثم قرأ هذه الآية: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ} إلى آخر الآية [آل عمران: ١٣٥](١)
قال الطبري:" الإصرار: الإقامة على الذنب عامداً، أو ترك التوبة منه .. "(٢).
ويعرب قوله {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} حال من فاعل (يصروا)(٣) أي لم يصروا على قبيح فعلهم وهم عالمين به (٤) ومفعوله محذوف لظهوره من المقام.
قال ابن عباس والحسن {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أن الإصرار ضار، وأن تركه أولى وخير من التمادي (٥).
وقال مجاهد:{وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أنه يغفر لمن استغفر ويتوب على من تاب (٦) وقال عبد الله بن عبيد بن عمير (٧): {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أنهم إن تابوا تاب الله عليهم (٨).
(١) رواه أبو داود في (كتاب الوتر) باب في الاستغفار ح: ١٥٢١ ص ٢٢٤/ ٢٢٥، والترمذي في كتاب ... (الصلاة) باب ما جاء في الصلاة عند التوبة ح: ٤٠٦ ص: ١٠٩، وينظر ح: ٣٠٠٦ والنسائي في ... (عمل اليوم والليلة) ١/ ٣١٦ ح: ٤١٧، وابن ماجة في كتاب (الصلاة) باب ما جاء في أن الصلاة كفارة ح: ١٣٩٥ ص ٩٩٩، ولم يذكر الآية، وأحمد في المسند ح: ٢، ٤٧، ٤٨ وغيرهم. قال الترمذي: "حديث حسن ". وقال ابن كثير: في تفسيره ١/ ٤٠٧ "و بالجملة فهو حديث حسن " (٢) تفسير الطبري ٤/ ١٢، وينظر: معاني القرآن وإعرابه ١/ ٤٦٩ والكشاف ١/ ٤١٦، والمحرر الوجيز ١/ ٥١٠ وتفسير القرطبي ٤/ ٢٠٨، وتفسير النسفي ١/ ١٨٠، والبحر المحيط ٣/ ٦٥ والدر المصون ٢/ ٢١٢ و تفسير ابن كثير ١/ ٤٠٧، وتفسير الجلالين ١/ ٨٥، وفتح القدير ١/ ٤٨٢، والتحرير والتنوير ٣/ ٢٢٤ (٣) ينظر: الكشاف ١/ ٤١٦/ ٤١٧ وإملاء ما من به الرحمن ١/ ١٥٠، وتفسير البيضاوي وحاشيته لشيخ زاده ٣/ ١٧٢، والبحر المحيط ٣/ ٦٥ والدر المصون ٢/ ٢١٢. (٤) ينظر: المصادر السابقة ما عدا إملاء ما من به الرحمن والدر المصون. (٥) ينظر: زاد المسير ١/ ٤٦٤، وتفسير القرطبي ٤/ ٢٠٩، والبحر المحيط، ٣/ ٦٥، والدر المصون ٢/ ٢١٢ ولم يذكرا أن الإصرار ضار (٦) رواه عنه ابن أبى حاتم في تفسيره ٢/ ٥٥٧ ت: حكمت بشير ياسين. وينظر: تفسير مجاهد ١/ ١٣٦ وزاد المسير ١/ ٤٦٤، والبحر المحيط ٣/ ٦٥، وتفسير ابن كثير ١/ ٤٠٨. (٧) عبد الله بن عبيد بن عمير: الليثي المكي، ثقة، من التابعين، استشهد غازياً سنة (١١٣ هـ)، ينظر: السير (٤/ ١٥٧)، التقريب (٣٤٥٥). (٨) رواه عنه ابن أبى حاتم في تفسيره ٢/ ٥٥٧ ت: حكمت بشير ياسين. وينظر: معاني القرآن للنحاس ١/ ٤٨٠، وتفسير القرطبي ٤/ ٢٠٩