[٥٠] قال الحسين بن الفضل: (يعني فلها ربٌّ يغفر الإساءة).
الكشف والبيان للثعلبي (١) ص: ٣٠٤ (٢)
[الدراسة]
لقد تقرر في العقول أن الإحسان إلى النفس حسن ومطلوب، وأن الإساءة إليها قبيحة مردودة فلهذا المعنى قال تعالى {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}. في اللام في قوله {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}(٣) أوجه: -
الأول: بمعنى إلى (فإليها ترجع الإساءة)(٤) وإليه ذهب الطبري، وقال:" والمعنى: فإليها كما قال: {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا}[الزلزلة: ٥] والمعنى: أوحى إليها (٥) ". وحروف الإضافة يقوم بعضها مقام بعض (٦).
الثاني: أنها على بابها (٧). وإنما أتى بها دون (على) للمقابلة في قوله ... (لأنفسكم) فأتى بها ازدواجاً. (٨).
قال أبو البقاء:" وقيل على بابها، وهو الصحيح؛ لأن اللام للاختصاص، والعامل مختص بجزاء عمله حَسَنِه وسيِّئه ". (٩)
وقال الزَّمخشري:" أي الإحسان والإساءة: كلاهما مختص بأنفسكم، لا يتعدَّى النفع والضرر إلى غيركم". (١٠)
(١) وافقه القرطبي في تفسيره ١٠/ ١٩٢ والشوكاني في فتح القدير ٣/ ٢٦١. (٢) ت: قارى خوشي محمد، ج: أم القرى. (٣) ينظر: تفسير الرازي ٢/ ١٢٦. (٤) الدر المصون ٤/ ٣٧٢، وينظر في معنى (إليها): تفسير الرازي ٢٠/ ١٢٦. (٥) تفسيره ١٥/ ٣٨. (٦) تفسير الرازي ٢٠/ ١٢٦. (٧) الدر المصون ٤/ ٣٧٢، وينظر: تفسير البيضاوي متن حاشية شيخ زاده ٥/ ٣٥٦ والبحر المحيط ٦/ ١٠ (٨) الدر المصون ٤/ ٣٧٣. (٩) التبيان في إعراب القرآن ٢/ ٨١٣. (١٠) الكشاف ٢/ ٦٥٠، وينظر حول هذا: حاشية شيخ زاده ٥/ ٣٥٦.