{جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ}[٣٢] كاف؛ إن جعل التشبيه من تمام الكلام، أي: هلا نزل القرآن على محمد - صلى الله عليه وسلم - جملة واحدة، كما أنزلت التوراة على موسى كغيرها من الكتب، قال تعالى:«لنثبت به فؤادك»، أي:«أنزلناه مفرّقًا لنثبت به فؤادك»، أي: لنقوي به قلبك، وقيل: لتحفظه؛ لأنَّه كان أميًا، والأحسن الوقف على جملة واحدة، ثم تبتدئ بـ «كذلك»، فكذلك على الأول من قول المشركين، وعلى الثاني من قول الله (١).
{كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ}[٣٢] جائز.
{ترتيلاً (٣٢)} [٣٢] كاف.
{تَفْسِيرًا (٣٣)} [٣٣] تام؛ لعدم تعلق ما بعده؛ لأنَّه مبتدأ باتفاق، وخبره «أولئك» فلا يوقف على «جهنم».
{سَبِيلًا (٣٤)} [٣٤] تام.
{وَزِيرًا (٣٥)} [٣٥] جائز، والوصل أولى لمكان الفاء.
{بِآَيَاتِنَا}[٣٦] حسن، لمن قرأ:«فدمرنَاهم»، وهي قراءة العامة (٢)؛ فعل ماض معطوف على محذوف، أي: فذهبا فبلغا الرسالة فكذبوهما، قال تعالى: فدمرناهم، أي: أدت الرسالة إلى دمارهم، وليس بوقف على قراءة من قرأ: [«فدمَّرنَّهم»] (٣) بالأمر وتشديد النون؛ لأنَّه كلام واحد، وهي قراءة عليّ - رضي الله عنه - وعنه أيضًا:«فدمِّرا بِهِم» بزيادة باء الجر بعد فعل الأمر (٤)، ونقل الزمخشري عنه أيضًا:«فَدَمَّرْتْهُمْ» بتاء المتكلم (٥)، وقرئ:«فَدَمَّرَانِهِمْ» بتخفيف النون (٦)، عزاها المرادي لبعضهم، ولم يذكرها السمين.
{تَدْمِيرًا (٣٦)} [٣٦] كاف؛ إن نصب «قوم نوح» بفعل مضمر، تقديره: وأغرقنا قوم نوح أغرقناهم؛ على الاشتغال، وليس بوقف إن نصب عطفًا على الضمير المنصوب في «دمرناهم».
(١) انظر: المصدر السابق (١٩/ ٢٦٥). (٢) وهي قراءة الأئمة العشرة. (٣) في الأصل: «فدمرناهم»، وهو خطأ والصواب ما أثبتناه، وهي قراءة عليّ ومسلمة بن محارب، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (٦/ ٤٩٨)، الكشاف (٣/ ٩٢)، المحتسب لابن جني (٢/ ١٢٢). (٤) وهي قراءة عليّ، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (٦/ ٤٩٨)، المحتسب لابن جني (٢/ ١٢٢). (٥) انظر: تفسير الألوسي (١٩/ ١٨). (٦) لم أقف علي من قرأها، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: همع الهوامع (٤/ ٤٠٣).