للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال المؤلف -رحمه الله تعالى-:

(والأمر الثاني: أن الأولين يدعون مع الله أناساً مقربين عند الله؛ إما أنبياء، وإما أولياء، وإما ملائكة، أو يدعون أحجارًا، وأشجاراً مطيعة لله تعالى، ليست بعاصية. وأهل زماننا يدعون مع الله أناساً من أفسق الناس، والذين يدعونهم هم الذين يحكون عنهم الفجور؛ من الزنا، والسرقة، وترك الصلاة، وغير ذلك. والذي يعتقد في الصالح، والذي لا يعصي؛ مثل الخشب، والحجر، أهون ممن يعتقد فيمن يشاهد فسقه، وفساده، ويشهد به).

هذا هو الوجه الثاني في المقارنة بين شرك المعاصرين، وشرك الأولين. فالأولون يصرفون ذلك الاعتقاد لقوم صالحين، لا يحفظ عنهم شيء من الفجور والشرك، أو لمخلوقات خاضعة لله، مسبحة بحمده؛ كالأشجار والأحجار. أما المشركون في زمن المؤلف -فإنهم يصرفون هذا الاعتقاد الذي يسمونه "كبير الاعتقاد"، لقوم يمارسون صنوف الفسق والفجور! ومع ذلك على أعينهم غشاوة، وفي آذانهم وقر، وعلى قلوبهم أكنة. ولا شك أن من اعتقد بحجر أو شجر مطيع لله ﷿، أو رجل صالح موافق لأمر الله، مجتنب لنهيه، أهون ممن اعتقد فيمن يبارز الله تعالى بالعصيان، ويقع في الموبقات.

<<  <   >  >>