للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الشبهة الثامنة]

قال المؤلف -رحمه الله تعالى-:

فإن قال: إنهم لم يكفروا بدعاء الملائكة، والأنبياء، وإنما كفروا لما قالوا: الملائكة بنات الله. ونحن لم نقل: إن عبد القادر، ولا غيره، ابن الله. فالجواب: إن نسبة الولد إلى الله تعالى كفر مستقل؛ قال الله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ﴾، والأحد: الذي لا نظير له، والصمد: المقصود في الحوائج. فمن جحد هذا فقد كفر، ولو لم يجحد آخر السورة. ثم قال تعالى: ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾، فمن جحد هذا فقد كفر، ولو لم يجحد أول السورة. وقال تعالى: ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ﴾، ففرَّق بين النوعين، وجعل كلًا منهما كفراً مستقلاً. وقال الله تعالى: ﴿وَجَعَلُوا لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ﴾، ففرَّق بين الكفرين).

يزعم هؤلاء المشركون أن دعاء عبد القادر، وغيره، ليس شركًا، وإنما الشرك الذي حصل عند الأولين كان بزعمهم أن الملائكة بنات الله، كما قال تعالى: ﴿وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا﴾ [الزخرف: ١٥]، وإنما الكفر

<<  <   >  >>