للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الشبهة السابعة]

قال المؤلف -رحمه الله تعالى-:

(فإن قال: الشرك عبادة الأصنام، ونحن لا نعبد الأصنام. فقل له: ما معنى عبادة الأصنام؟ أتظن أنهم يعتقدون أن تلك الأحجار، والأخشاب، تخلق، وترزق، وتدبر أمر من دعاها؟ فهذا يكذبه القرآن.

فإن قال: إنهم يقصدون خشبة، أو حجراً، أو بَنِيَّةً على قبر، أو غيره، يدعون ذلك، ويذبحون له، ويقولون: إنه يقربنا إلى الله زلفى، ويدفع عنا الله ببركته، ويعطينا ببركته.

فقل: صدقت، وهذا هو فعلكم عند الأحجار، والبِنَا الذي على القبور وغيرها، فهذا أقرَّ أن فعلهم هذا هو عبادة الأصنام، وهو المطلوب).

هذا تحرير، وتمحيص لمعنى عبادة الأصنام، التي يبرئ المشبِّه نفسه منها، بدعوى أنه لم يتخذ صنمًا، أو نصبًا، أو ثنًا، يركع له ويسجد من دون الله. فبين المؤلف، أن مشركي العرب الذين قاتلهم النبي ما كانوا يعتقدون أن هذه الأحجار، والأشجار، والمباني وغيرها، أنها تخلق وترزق وتدبر. فهذا المعنى يكذبه القرآن، فالقرآن

<<  <   >  >>