للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الشبهة الثانية عشرة]

قال المؤلف -رحمه الله تعالى-:

(ولهم شبهة أخرى: وهي ما ذكر النبي أن الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم، ثم بنوح، ثم بإبراهيم، ثم بموسى، ثم بعيسى، فكلهم يعتذرون، حتى ينتهوا إلى رسول الله ، قالوا: فهذا يدل على أن الاستغاثة بغير الله ليست شركًا.

فالجواب أن تقول: سبحان من طبع على قلوب أعدائه! فإن الاستغاثة بالمخلوق على ما يقدر عليه، لا ننكرها، كما قال تعالى: ﴿فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ﴾، وكما يستغيث إنسان بأصحابه، في الحرب وغيره، في أشياء يقدر عليها المخلوق، ونحن أنكرنا استغاثة العبادة، التي يفعلونها عند قبور الأولياء، أو في غيبتهم، في الأشياء التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى).

هذه الاستغاثة التي شبهوا بها تجري يوم القيامة، وطلب الشفاعة ذلك اليوم، موجه لمن يقدر على ذلك، ويصح منه. بخلاف ما يفعلونه من الاستغاثة بالأموات، والغائبين؛ فهم يتوجهون إلى غير قادر، أو إلى غائب، فيستغيثون به، وربما كان المستغيث في صحراء من الأرض، أو

<<  <   >  >>