للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال المؤلف -رحمه الله تعالى-:

(وكذلك الحديث الآخر وأمثاله. معناه ما ذكرت إن من أظهر الإسلام والتوحيد، وجب الكف عنه، إلا أن يتبين منه ما يناقض ذلك. والدليل على هذا أن رسول الله الذي قال: (أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا الله؟) (١)، وقال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) (٢)، هو الذي قال في الخوارج: (أينما لقيتموهم فاقتلوهم لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ) (٣)، مع كونهم من أكثر الناس عبادةً، وتهليلاً، حتى إن الصحابة يحقرون أنفسهم عندهم، وهم تعلموا العلم من الصحابة، فلم تنفعهم "لا إله إلا الله" ولا كثرة العبادة، ولا ادعاء الإسلام، لما ظهر منهم مخالفة الشريعة

وكذلك ما ذكرنا من قتال اليهود، وقتال الصحابة، ، بني حنيفة، وكذلك أراد النبي أن يغزو بني المصطلق، لما أخبره رجل منهم أنهم منعوا الزكاة، حتى أنزل الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ﴾، وكان الرجل كاذباً عليهم. فكل هذا يدل على أن مراد النبي في الأحاديث التي احتجوا بها ما ذكرناه)


(١) سبق تخريجه.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) أخرجه البخاري رقم (٧٤٣٢).

<<  <   >  >>