النبي ﷺ للحج، أنزل الله تعالى في حقهم: ﴿وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾.
ومن أقر بهذا كله، وجحد البعث، كفر بالإجماع، وحل دمه وماله، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ﴾ الآية، فإذا كان الله تعالى قد صرح في كتابه أن من آمن ببعضٍ وكفر ببعض، فهو الكافر حقاً، وأنه يستحق ما ذكر. زالت هذه الشبهة، وهذه هي التي ذكرها بعض أهل الإحساء في كتابه الذي أرسل إلينا).
هذه الشبة شبهة يتذرع بها أهل الإشراك، ويروجونها على بعض العقول الساذجة، وهو أن يقول قائلهم: إن الذين أكفرهم القرآن قوم لا يقرون بالشهادتين، ولا بالبعث، ولا بالقرآن، ويزعمون أنه سحر، ونحن نقر بذلك كله، فكيف تجعلوننا مثلهم؟!
فأجاب المؤلف عن هذه الشبهة من وجوه متعددة:
الوجه الأول:
أن العلماء مجمعون على أن من آمن ببعض الكتاب، وكفر ببعض، فإنه لا ينفعه إيمانه ذلك. بل الواجب أن يصدق النبي ﷺ في كل ما جاء به، ويقبل كل ما جاء به، وليس لأحد، كائنًا من كان، أن يصطفي، وينتقي، ويختار من الدين والشرع ما يروق له، ويرفض ما لا يروق له. فلو قال قائل للنبي ﷺ: أنا أومن بكل ما جئت به، إلا كذا وكذا، فإنه