لا خلف فيها إلا التفخيم والإمالة في قوله تعالى: كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً «١».
وقد ذكر «٢».
[ومن سورة (المنافقون)]
قوله تعالى: كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ «٣». يقرأ بإسكان الشين وضمها. فالحجة لمن أسكن: أنه شبهه في الجمع: ببدنة وبدن، ودليله قوله: وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ «٤» أو يكون أراد الضم، فأسكن تخفيفا. والحجة لمن ضم الشين: أنه أراد جمع الجمع كقولهم:
قوله تعالى: وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ «٧». يقرأ بإثبات الواو والنصب، وبحذفها والجزم. والإجماع على الجزم إلا ما تفرّد به (أبو عمرو) من النصب. فالحجة لمن جزم:
أنه ردّه على موضع الفاء وما اتصل بها قبل دخولها على الفعل، لأن الأصل كان «لولا أخرتني أتصدّق وأكن» كما قال الشاعر:
فأبلوني بليّتكم لعلّي ... أصالحكم وأستدرج نويّا
«٨»
(١) الجمعة: ٥. (٢) انظر: ظواهر الإمالة: ٤٢، ٤٥، ٨١، ١١٩. (٣) المنافقون: ٤. (٤) الحج: ٣٦. (٥) المنافقون ٥. (٦) انظر: ١٢٧ عند قوله تعالى: وَإِنْ تَلْوُوا. (٧) المنافقون: ١٠. (٨) نسبة ابن جني في الخصائص إلى أبي داود، ونسبة ابن هشام في المغنى ٢: ٩٧ إلى الهذلي. وفي حاشية اللسان: فسره الدسوقي فقال: أبلوني: أعطوني. والبلية: الناقة تعقل على قبر صاحبها الميت بلا طعام ولا شراب حتى تموت. ونويّ بفتح الواو كهويّ، وأصله: نواي كعصاي قلبت الألف ياء على لغة هذيل. انظر: اللسان: مادة: علل. والخصائص: ١: ١٧٦. ومعاني القرآن للفراء ١: ٨٨. ومغنى ابن هشام ٢: ٩٧. وشرح شواهد المغنى للبغدادي الشاهد: ٦٦٩.