أنّ الأصل عنده في التشديد باءان، أدغمت إحداهما في الأخرى، فأسقط واحدة تخفيفا.
والحجة لمن شدّد: أنه أتى بلفظها على الأصل، وهو الاختيار قال الشاعر:
يا ربّ سار بات لن يوسّدا ... تحت ذراع العنس أو كفّ اليدا
«٥» اختلف النحويون في نصب «اليد» هاهنا فقال قوم: موضعها خفض، ولكن الشاعر أتى بها على الأصل. وأصلها يدي، ثم قلب من الياء ألفا فقال «اليدا» كما قالوا: «الرّحا» و «العصا». والعرب تقلب الألف عند الضرورة ياء. ذكر ذلك (سيبويه)«٦» وأنشد:
(١) البقرة: ١٤٣. (٢) إبراهيم: ٤٠. (٣) انظر: ١٦٩ عند قوله تعالى: ثُمَّ كِيدُونِ: (٤) الحجر: ٢. (٥) وفي رواية الدّرر اللوامع: يا ربّ سار بات ما توسّدا ... إلّا ذراع العنس أو كفّ اليدا والعنس، بفتح العين، وسكون النون: الناقة الصّلبة. قال الشنقيطي: وفي الأصل العيس بالياء بدل النون جمع عيساء، وأعيس، وهي: الإبل التي يخالط بياضها شيء من الشقرة. وهذه الرواية لم نعثر عليها من وجه يوثق به، وأما رواية النون فهي صحيحة. ثم قال: ولم أعثر على قائل هذا البيت. انظر: (الدرر اللوامع ١: ١٢). وانظر: (حاشية الصبان ١: ٣٧، وشرح المفصّل ٤: ١٥٢، ١٥٣). (٦) انظر: ٧٨.