وقد ذكر في أمثاله ما يغني عن إعادته. ومعنى قوله لا تصاعر خدك: أي لا تمل بوجهك ولا تعرض تكبرا. وأصله من «الصّعر» وهو؛: داء يصيب البعير، فيلتوي له عنقه.
قوله تعالى: إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ «٢» أجمع القراء على نصب (مثقال) إلا (نافعا) فإنه رفعه. والحجة له: أنه جعل (كان) ممّا حدث ووقع، ولا خبر لها إذا كانت كذلك.
قوله تعالى: وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ «٣» يقرأ بالجمع والإضافة، وبالتوحيد «٤». فالحجة لمن جمع: أنه أراد بذلك جميع النعم التي ينعم الله بها على عباده. ودليله قوله: شاكِراً لِأَنْعُمِهِ «٥» فالهاء هاهنا: كناية عن اسم الله عز وجل. والحجة لمن وحّد: أنه أراد نعمة الإسلام، لأنها جامعة لكل النّعم، وما سواها يصغر في جنبها. فالهاء هاهنا علامة للتأنيث. فأمّا قوله:
قوله تعالى: وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ «٦» يقرأ بالرفع والنصب. فالحجة لمن رفع: أنه ردّه على (ما)«٧» قبل دخول (إنّ) عليها أو استأنفه بالواو كما قال: يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ «٨». والحجة لمن نصب: أنه رده على اسم (إن).
فإن قيل: فإن من شرط أبي عمرو أن يرفع المعطوف على (إنّ) بعد تمام الخبر كقوله: وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها «٩» فقل: حجته في ذلك: أن (لو) تحتاج إلى جواب يأتي بعد الابتداء والخبر فكان المعطوف عليها كالمعطوف على (إن) قبل تمام خبرها.
والدليل على ذلك أن تمام الخبر هاهنا في قوله: ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ «١٠» وهذا أدلّ
(١) لقمان: ١٨. (٢) لقمان: ١٦. (٣) لقمان: ٢٠. (٤) أي بإسكان العين، وبعد الميم تاء منونة منصوبة على التأنيث والإفراد. (٥) النحل: ١٢١. (٦) لقمان: ٢٧. (٧) في قوله تعالى: وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ آية: ٢٧. (٨) آل عمران: ١٥٤. (٩) الجاثية: ٣٢ بعد قوله تعالى: وَإِذا قِيلَ: إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ. (١٠) لقمان: ٢٧.