اللّسان مذكّر، فذكرت الفعل كما أقول: يقوم الرجال، والحجة لمن قرأ بالتاء: أنه أتى به على لفظ الجماعة، واللسان يذكر فيجمع (ألسنة) ويؤنث فيجمع (ألسن)«١» فأما قوله:
إنّي أتتني لسان لا أسرّ بها ... من علو لا عجب فيها ولا سخر
أنه استثناه، أو جعله حالا. والحجة لمن خفض: أنه جعله وصفا للتابعين. والإربة:
الكناية عن الحاجة إلى النساء. ومنه (وكان أملككم «٤» لاربه) أي لعضوه القاضي للحاجة.
قوله تعالى: أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ «٥» يقرأ وما أشبهه من النداء بهاء التنبيه بإثبات الألف وطرحها، وإسكان الهاء. فالحجة لمن أثبت: أنها عنده (هذا) التي للإشارة، طرح منها (ذا) فبقيت الهاء التي كانت للتنبيه، فإثبات الألف فيها واجب، والدليل على ذلك قوله:
* ألا أيّ هذا المنزل الدارس اسلم «٦» * فأتى به تامّا على الأصل. والحجة لمن حذف، وأسكن الهاء: أنه اتّبع خطّ السّواد واحتج بأن النداء مبني على الحذف، وإنما فتحت الهاء لمجيء ألف بعدها فلما ذهبت الألف
(١) اللّسان: جارحة الكلام، وقد يكنّى به عن الكلمة فيؤنث حينئذ. فمن ذكره قال: ثلاثة ألسنة مثل: حمار وأحمرة، ومن أنث قال: ثلاث ألسن: مثل ذراع وأدرع. (٢) تتفق رواية خزانة الأدب مع رواية ابن خالويه، ولكنه في (الأصمعيات) جاء على هذه الصورة: قد جاء من عل أنباء أنبّؤها ... إليّ لا عجب منها ولا سخر وروي علو مثلث الواو. والبيت مطلع قصيدة لأعشى باهلة، ويكنى: أبا قحفان واسمه عامر بن الحرث بن رباح ابن أبي خالد بن ربيعة. انظر: خزانة الأدب للبغدادي ٣: ١٣٥. الأصمعيات: ٨٩ تثقيف اللسان، وتلقيح الجنان: ١٤٤. وشرح المفصّل لابن يعيش ٤: ٩٠. (٣) النّور: ٣١. (٤) انظر: (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ١: ٣٦). (٥) النور: ٣١. (٦) انظر: بيت الكتاب ١: ٣٠٨ وشرح المفصل ٢: ٧.