بالكلام على أصله مبيّنا غير مدغم. والحجة لمن قرأ بذلك وأدغم مقاربة الذّال للتاء. وقد ذكر في البقرة «١». والحجة لمن قرأ بألف الوصل: أن وزنه افتعلت من الأخذ. وأصله:
«ايتخذت» لأن همزة الوصل تصير ياء لانكسار ما قبلها ثم تقلب تاء وتدغم في تاء افتعلت فتصيران تاء شديدة.
أنه أخذه من قولك: بدّل. ودليله قوله: وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً «٣». والحجة لمن خفف: أنه أخذه من أبدل. ودليله قول العرب: أبدلت الشيء من الشيء إذا أزلت الأول، وجعلت الثاني مكانه، ومنه قول أبي النّجم «٤»:
* عذل الأمير للأمير المبدل «٥» * فكذلك الولد الذي أراد الله تعالى إبدال أبويه به غير الأول. فهذا مذهب العرب ولفظها إذا قالوا: بدّلت الشيء من الشيء، فمعناه غيّرت حاله وعينه، والأصل باق كقولك:
(١) انظر: ٧٧. (٢) الكهف: ٨١. (٣) النحل: ١٠١. (٤) أبو النجم: هو الفضل بن قدامة، من رجّاز الإسلام وهو الذي يقول: أنا أبو النجم وشعري شعري ... لله درّي ما يجيش صدري كان من شعراء زمان الدولة الأموية، ومات في أواخر أيام دولتهم انظر: (الكنى والألقاب ١: ١٦٠، والشعر والشعراء لابن قتيبة ٢: ٦٠٢). (٥) انظر: (معاني القرآن للفراء ٢: ٢٥٩). (٦) النور: ٥٥. (٧) الكهف: ٨١.