أنه أخذه من. بدأ يبدأ إذا أخذ في فعل الشيء، فإن وقف عليه واقف استوى المهموز فيه وغيره، فكان بياء ساكنة، لأن الهمزة تسكن في الوقف، وقبلها كسرة، فتقلب ياء، والهمزة عند الوقف جائزة لا تمتنع، لأنها حرف صحيح، وإنما تسقط في الوقف إذا كان قبلها ساكن.
فالحجة لمن ضمّ وشدّد: أنه دلّ بذلك على بناء الفعل لما لم يسمّ فاعله. ودليله: أنها في حرف (عبد الله)«٤» و (أبي)«٥»(فعمّاها عليكم). والحجة لمن فتح وخفف: أنه جعل الفعل للرحمة «٦». ومعناهما قريب. يريد: فخفيت.
قوله تعالى: مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ «٧». يقرأ بالتنوين. والإضافة، هاهنا وفي سورة المؤمنين «٨». فالحجّة لمن نوّن: أنه أراد من كل جنس، ومن كل نوع: زوجين، فجعل التنوين دليلا على المراد. والحجة لمن أضاف: أنه أراد: أن يجعل الزوجين محمولين، وجمع بين سائر الأصناف. وعنى بقوله: زوجين: ذكرا وأنثى، لأن كل اثنين لا ينتفع بأحدهما إلّا أن يكون صاحبه معه، فكل واحد منهما زوج للآخر. وأكّد بقوله:(اثنين) كما قال: لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ «٩» فأكّد من غير لبس.