١- النصوص الصريحة الدالة على أنَّ محلَّ النية في الصوم هو الليل، وسيأتي بيانها.
٢- أن اشتراط مقارنة النيّة لأول الصوم فيه مشقّة بالغة، وحرج شديد والله يقول:(وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)[الحج: ٧٨] ، ووجه المشقة والحرج أنَّ أول الصوم يأتي في وقت غفلة من الناس، ولعسر مراقبة أول الصوم وهو الفجر (١) .
[تأخير النية في الصوم]
اختلف العلماء في جواز تأخير النية في بعض أنواع الصوم، وسأحاول تحقيق مذاهب العلماء في ذلك، والراجح منها.
١- القضاء والكفّارة:
لا يجوز تأخير نيّة صوم الكفارة وقضاء رمضان، ولا يصحّ صومهما إلا بنيّة من الليل عند كافة العلماء.
قال النووي:"ولا نعلم أحداً خاف في ذلك"(٢) .
٢- صوم رمضان:
القائلون بجواز صومه بنيّة من النَّهار:
ذهب الإمام أبو حنيفة - رحمه الله - وأصحابه إلى أن صوم رمضان يتأدى بنية من بعد غروب الشمس إلى منتصف النَّهار" (٣) .
وخالف زفر (٤) من الأحناف في المريض والمسافر إِذا صاما رمضان، قال: لابدَّ لهما
(١) راجع في هذا الموضوع "الإحكام في آيات الأحكام" لابن العربي (٢/٥٦٤، ٤/١٩٠٨) ، "الأشباه والنظائر" للسيوطي (ص ٢٤) ، "إرشاد الساري" (١/٥٤) ، "المحلى" لابن حزم (٦/١٦٢) ، "الذخيرة" (١/٢٤٣) . (٢) "المجموع" (٦/٣٣٧) . (٣) "فتح القدير" لابن الهمام (٢/٤٨) ، "تحفة الفقهاء" (١/٥٣٤) ، "المغني" (٣/٩١) ، "الإفصاح" (١/١٥٧) ، "حاشية ابن عابدين" (٢/٩٢) ، "بدائع الصنائع" (٢/ ٨٥) . (٤) هو: زفر بن الهذيل من تميم، فقيه كبير من أصحاب أبي حنيفة، أصله من أصبهان، أقام بالبصرة، وولي قضاءها، وتوفي بها سنة ١٥٨ هـ، "شذرات الذهب" (١/٢٤٣) ، "العبر" (١/٢٩٩) .