عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه، أنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم حدَّثهم عن ليلة أُسري به: «بينما أنا في الحَطيم (١) -وربما قال: في الحِجْرِ (٢) - مضطجعًا، إذْ أتاني آتٍ فَقَدَّ -قال (٣): وسمعته يقول: فشقَّ ما بين هذه إلى هذه -فقلتُ للجارود (٤) وهو إلى جنبي: ما يعني به؟ قالَ: مِن ثُغْرَةِ (٥) نحرهِ إلى شِعْرَتِهِ (٦)، وسمعتُه يقول: من قَصِّهِ (٧) إلى شِعْرَتِهِ- فاستخرجَ قلبي، ثمَّ أُتيت بطستٍ من ذهب مملوءةٍ إيمانًا، فغسل قلبي، ثمَّ حُشي، ثمَّ أعيد، ثمَّ أُتيت بدابَّة دون البغل وفوق الحمار أبيض -فقال له الجارود: هو البُراق يا أبا حمزة؟ قال أنس: نعم- يَضَعُ خَطْوَهُ عِندَ أَقصى طَرْفِهِ، فَحُمِلتُ عليه.
(١) الحطيم: الحِجر، انظر: «فتح الباري» لابن حجر (٧/ ٢٠٤). (٢) قال ابن حجر: الشكُّ من قتادة، «الفتح» (٧/ ٢٥٥). (٣) القائل قتادة، والمقول عنه أنس رضي الله عنه، انظر «الفتح» (٧/ ٢٥٦). (٤) الجارود قال عنه ابن حجر: لم أر من نسبه من الرُّواة ولعلَّه ابن أبي سبرة البصري صاحب أنس، فقد أخرج له أبو داود من روايته عن أنس حديثًا غير هذا» المصدر السَّابق. (٥) من ثُغرته: الموضع المنخفض الَّذي بين الترقوَّتين، المصدر السَّابق. (٦) شِعْرته: أي شعر العانة، المصدر السَّابق. (٧) من قَصِّه: أي رأس صدره، المصدر السَّابق.