الفصل التاسع والأربعون: فيما يُقال ويُفعَل عند الغضب
قال الله ﷾: ﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٦)﴾ [فصلت: ٣٦].
وقال سليمان بن صُرَد: كنت جالسًا مع النبي ﷺ ورجلان يَسْتَبَّان، أحدهما قد احمرَّ وجهه وانتفخت أوداجه، فقال النبي ﷺ:"إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يَجِدُ، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد" متفق عليه (١).
وعن عطية بن عروة قال: قال رسول الله ﷺ: "إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خُلِقَ من النار، وإنما تُطْفَأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ" رواه أبو داود (٢).
وفي حديثٍ آخر:"أنه أمر مَنْ غَضِب إذا كان قائمًا أن يجلس، وإذا كان جالسًا أن يضطجع"(٣).
(١) "صحيح البخاري" (٣٢٨٢، ٦٠٤٨)، و"مسلم" (٢٦١٠). (٢) أخرجه أبو داود (٤٧٨٤)، وأحمد (٦/ ١٦٨)، وغيرهما بإسنادٍ فيه ضعف. وانظر: "المجروحين" (٢/ ٢٥)، و"الميزان" (٢/ ٣٩٥)، و"التهذيب" (٥/ ١٥٤)، و"الضعيفة" (٥٨٢)، و"المداوي" (٢/ ٤٠٨). (٣) أخرجه أبو داود (٤٧٨٢)، وأحمد (٧/ ١٦٣ - ١٦٤). وصححه ابن حبان (٥٦٨٨) من حديث أبي ذر ﵁. والصواب أنه مرسل، كما ذهب إلى ذلك الإمامان أبو داود، والدارقطني. انظر: "سنن أبي داود" (٤/ ٣٩٦)، و"علل الدارقطني" (٦/ ٢٧٦ - ٢٧٧)، =