وقد روي هذا الحديث من وجوه عديدة أخرى، فقد روي من حديث أبي سعيد.
فأخرجه: ابن عدي في " الكامل " ٨/ ٥٥، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ٣٢/ ٤١ - ٤٢ من طريق عطية العوفي، عن أبي سعيد.
وهذا الإسناد فيه علتان:
الأولى: أنَّ عطية ضعيف، فقد قال عنه الإمام أحمد فيما نقله عنه ابنه في " الجامع في العلل " ١/ ٢٠١ (١٢٢٤): «هو ضعيف الحديث»، وقال أيضاً:«وكان هُشَيم يُضَعِّف حديث عطية»، ونقل ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ٦/ ٥٠٣ (٢١٢٥) عن أبيه أنَّه قال فيه: «ضعيف الحديث، يُكتب حديثه»، ونقل عن أبي زرعة أنَّه قال فيه:«كوفيٌّ لينٌ»، وقال النَّسائي في " الضعفاء والمتروكون "(٤٨١): «ضعيف».
والأخرى: إنَّ عطية مدلس، وكان يجالس محمد بن السائب الكلبيَّ ثُمَّ يقول: حدثني أبو سعيد موهماً أنَّه الخدريُّ، قال ابن حبان في " المجروحين " ٢/ ١٦٦: «سمع من أبي سعيد الخدري أحاديث (١) فلما مات أبو سعيد جعل يجالس الكلبيَّ ويحضر قصصه، فإذا قال الكلبيُّ قال رسول الله ﷺ بكذا (٢) يحفظه، وكناه أبا سعيد، ويروي عنه، فإذا قيل له: من حدثك بهذا؟ فيقول: حدثني أبو سعيد فيتوهمون أنَّه يريد أبا سعيد الخدري، وإنَّما أراد به الكلبيَّ، فلا يحل كتبة حديثه إلا على جهة التعجب … ».
قلت: وما دام ثبت سماعه من أبي سعيد الخدري، وحتى يؤمن تدليسه عن الكلبي فلا ينبغي أنْ يقبل من حديثه عن أبي سعيد، إلا ما جاء مُصرَّحاً بذكر اسمه صريحاً يعني:«الخدري».
وقد روي هذا الحديث من حديث ابن عباس.
أخرجه: ابن عدي في " الكامل " ٦/ ١٤٢ من طريق عمار بن هارون المستملي.
(١) في المطبوع: «أحاديثاً». (٢) في المطبوع: «بكذى».