فروياه عن بكير بن عبد الله، عن سليمان بن يسار، عن عبد الرحمان بن جابر، عن أبيه، عن أبي بردة. هكذا روياه بزيادة:(أبيه) بين عبد الرحمان وأبي بردة فتابعا زيد بن أبي أنيسة.
هكذا حصلت الزيادة في أحد أسانيد الحديث، ومداره على راوٍ واحد. وقد اختلفت وجهات نظر المحدّثين:
فقد صحّح الرواية من غير الزيادة البخاري، والترمذي - كما سبق -، والدارقطني (٣).
وصحح الرواية مع الزيادة البخاري - أيضاً -، ومسلم، وأبو حاتم (٤)، والدارقطني (٥). وقد حكم باضطراب الحديث الأَصيلي (٦) قال الحافظ: «ادّعى الأَصيلي أنَّ الحديث مضطرب، فلا يحتج به لاضطرابه»(٧).
وَقَالَ الشوكاني:«قد تكلم في إسناده ابن المنذر والأَصيلي من جهة الاختلاف فيه»(٨).
ولم أجد النقل صريحاً عن ابن المنذر إلا أنَّه قال:«لم نجد في عدد الضرب في التعزير خبراً عن رسولِ الله ثابتاً»(٩).
أقول: ما ذكر من إعلال الحديث بالاضطراب هو أمرٌ غير صحيح؛ إذ إنَّهُ اختلاف غَيْر قادح، وَقَدْ دافع الحَافِظ ابن حجر عن هَذَا الْحَدِيْث دفاعاً
(١) عند الطحاوي في " شرح مشكل الآثار " (٢٤٤٥) وفي (تحفة الأخيار) (٣٢٠٣)، و البزار (٣٧٩٦). (٢) انظر: " التقريب " (٣١٧). (٣) في " العلل " ٦/ ٢٢ س (٩٥٢). (٤) في " العلل " لابنه (١٣٥٦). (٥) في " التتبع ": ٢٢٦ (٩٢). (٦) هو الإمام، شيخ المالكية، عالم الأندلس، أبو محمد، عبد الله بن إبراهيم الأصيلي. قال الدارقطني: «حدثني أبو مُحَمَّد الأصيلي ولم أر مثله». " سير أعلام النبلاء " ١٦/ ٥٦٠. (٧) " فتح الباري " ١٢/ ٢١٩ عقب (٦٨٥٣). (٨) " نيل الأوطار " ٧/ ٣٢٩. (٩) " الإشراف " ٣/ ٢٢.