وأقوى من ثبوته في «بشر»، ولا سيما بعد قول ابن حجر ﵀ في " فتح الباري " ٥/ ٢٢١ عقب (٢٥٥٦): «ويمكن الجمع بأنْ تحمل قصة بشر على أنَّها كانت بعد قتل عمرو بن الجموح، جمعاً بين الحديثين»، والله أعلم.
ومما اختلف فيه وصلاً وإرسالاً فوصله ثقتان وأرسله ثلاثة، ورُجح فيه الإرسال للعدد ما روى هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالتْ: أُنزلَ: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾ (١) في ابن أُمِّ مكتوم الأعمى، أتى رسولَ اللهِ ﷺ فجعلَ يقول: يا رسولَ اللِه أَرشِدني (٢)، وعند رسول الله ﷺ رجلٌ من عُظَماءِ المشركينَ، فجعلَ رسولُ الله ﷺ يُعرِضُ عنهُ، ويُقبلُ على الآخرِ ويقولُ: … «أترى بما أقول بأساً» فيقول: لا، ففي هذا أُنْزل (٣).
أخرجه: الترمذي (٣٣٣١) وفي "العلل الكبير"، له: ٩٠٢ (٤٠١)، وأبو يعلى (٤٨٤٨)، والطبري في " تفسيره "(٢٨١٤٣) ط. الفكر و ٢٤/ ١٠٢ - ١٠٣ ط. عالم الكتب، والحاكم ٢/ ٥١٤، وابن عبد البر في "التمهيد " ٨/ ٣٢٥، والواحدي في " أسباب النزول "(٤٣٧) بتحقيقي من طريق يحيى بن سعيد.
وأخرجه: ابن حبان (٥٣٥) من طريق عبد الرحيم بن سليمان.
كلاهما:(يحيى بن سعيد، وعبد الرحيم بن سليمان) عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
وذكره السيوطي في " الدر المنثور " ٦/ ٥١٧ وعزاه لابن المنذر وابن مردويه.
هذا حديث ظاهره الصحة، إلا أنَّه أُعلَّ بالإرسال.
قال الترمذي:«هذا حديث غريب، وروى بعضهم هذا الحديث عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أنزل: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾ في ابن أم مكتوم ولم يذكر فيه عن عائشة»، وفي " العلل الكبير " قال: «سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: يروى عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلاً».
(١) عبس: ١. (٢) في رواية مالك المرسلة: «استدنيني». (٣) لفظ الترمذي في " جامعه ".