فالمراد بقوله:{سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} عذاب الدنيا بالمصائب، وعذاب القبر، وأما عذاب الآخرة فقد ذكره بقوله:{ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}(٢).
فالعذاب الحاصل لآل فرعون إنما كان بعد موتهم وهو عذاب القبر، وأما عذاب الآخرة فهو مذكور بعده في قوله:{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}، ولهذا فإن "هذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور"(٣).
وأما السُّنَّة: فقد تواترت الأحاديث الدالة على عذاب القبر، وتعدد رواتها فبلغوا تسعة وثلاثين صحابيًّا (٤)، ونص على ذلك جماعة من أهل العلم (٥).
(١) انظر: الروح (١/ ٣٣٧). (٢) انظر: تفسير ابن جرير (٦/ ٤٥٦)، تفسير ابن كثير (٢/ ٤٢٣). (٣) تفسير ابن كثير (٤/ ٨٥)، وانظر: الروح (١/ ٣٣٧). (٤) ذكر البيهقي في كتابه إثبات عذاب القبر رواياتهم بطرق متعددة. (٥) انظر: مجموع الفتاوى (٤/ ٢٨٥)، الروح (١/ ٢٨٤)، مفتاح دار السعادة لابن القيم (١/ ٤٣)، أهوال القبور لابن رجب (ص ٤٥)، شرح العقيدة الطحاوية (٢/ ٥٧٨)، لوامع الأنوار البهية (٢/ ٥)، نظم المتناثر من الحديث المتواتر (ص ١٢٥)، سلسلة الأحاديث الصحيحة (١/ ٢٩٥).