الرابع: العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم، وهو خاتمهم محمد -صلى الله عليه وسلم- المرسل إلى جميع الناس (١).
يقول الإمام محمد بن نصر المروزي (٢) رحمه الله: (الإيمان بالرسل)"أن تؤمن بمن سمى الله في كتابه من رسله، وتؤمن بأن لله سواهم رسلًا، وأنبياء لا يعلم أسماءهم إلا الذي أرسلهم، وتؤمن بمحمد -صلى الله عليه وسلم-، وإيمانك به غير إيمانك بسائر الرسل، إيمانك بسائر الرسل: إقرارك بهم، وإيمانك بمحمد -صلى الله عليه وسلم- إقرارك به، وتصديقك إياه، واتباعك ما جاء به"(٣).
وبناء على ما سبق فما قرره ابن حجر في معنى الإيمان بالرسل، وبيانه لما يتضمنه موافق لما قرره أهل السنة والجماعة.
ثانيًا: المفاضلة بين الأنبياء:
يرى ابن حجر رحمه الله جواز المفاضلة بين الأنبياء، وأن النصوص الواردة في النهي عن ذلك مؤولة، فيقول:"جواز التفضيل بين الأنبياء هو ما عليه عامة العلماء ...
وأما قوله تعالى:{لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ}[البقرة: ١٣٦] فهو باعتبار الإيمان بهم، وبما أنزل إليهم.
وأما الأحاديث الصحيحة: "لا تفضلوا بين الأنبياء" (٤)، "لا تخيروا
(١) انظر: تعظيم قدرة الصلاة (١/ ٣٩٣)، المنهاج للحليمي (١/ ٢٣٧ - ٢٣٨)، شعب الإيمان للبيهقي (١/ ٣٧١)، جامع العلوم والحكم (١/ ١٠٢)، فتح الباري (١/ ١١٨)، معارج القبول (٢/ ٦٧٧)، فتاوى ابن عثيمين (١/ ١٢٤ - ١٢٥). (٢) هو محمد بن نصر بن الحجاج المروزي، أبو عبد الله، من أئمة السلف وأعلامهم، من مؤلفاته: تعظيم قدر الصلاة، واختلاف الفقهاء، وقيام الليل وغيرها، توفي سنة ٢٩٤ هـ. انظر: سير أعلام النبلاء (١٤/ ٣٣)، شذرات الذهب (٢/ ٢١٦). (٣) تعظيم قدر الصلاة (١/ ٣٩٣). (٤) أخرجه البخاري، كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩)} (٢/ ١٠٦٠)، برقم (٣٤١٤)، ومسلم، كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى -صلى الله عليه وسلم- (٤/ ١٨٤٣) برقم (٢٣٧٣)، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- به.