عرض ابن حجر رحِمهُ الله لجملة من المسائل المتعلقة بمعرفة الله سبحانه، وهي: حكم معرفة الله تعالى، والطريق إليها، وبيان دلائلها.
وفيما يلي عرض آرائه في ذلك وتقويمها.
أولًا: حكم معرفة الله والطريق إليها:
يرى ابن حجر - غفر الله له - أن معرفة الله تعالى كسبية نظرية لا فطرية ضرورية، وأن طريقها النظر، وأنهما أول الواجبات العينية.
حيث يقول:"معرفة الله تعالى والنظر المؤدي إليها هما أول الواجبات العينية، وأساس جميع الفروض وغيرها وسائر أصول الشريعة وفروعها"(١).
ويقول:"يجب شرعًا النظر لمعرفة الله تعالى الواجبة لذاتها ... فهو أول واجب، وقال جمع محققون: أوله القصد إلى ذلك النظر، وهي أول واجب ذاتي"(٢).
ويقول:"قال الإمام (٣) في الإرشاد: "أول ما يجب على البالغ العاقل باستكماله سن البلوغ أو الحلم شرعًا القصد إلى النظر الصحيح المفضي إلى العلم بحدوث العالم ... " وما قاله لا خلاف فيه"(٤).
(١) الفتاوى الحديثية (ص ٤٣٧). (٢) التعرف (ص ١٠٣ - ١٠٤). (٣) المراد به الجويني، وكلامه المذكور في كتابه الإرشاد (ص ٢٥). (٤) الفتاوى الحديثية (ص ٢٧٤ - ٢٧٥).