بالنسبة إلى الأشخاص فرب شخص يأتيانه جميعًا ويسألانه جميعًا في حال واحدة ... لتكون الفتنة في حقه أشد وأعظم، وذلك بحسب ما اقترف من الآثام ... وآخر يأتيه أحدهما على الانفراد فيكون ذلك أخف في السؤال وأقل في المراجعة والعتاب لما عمله من صالح الأعمال.
وقد يحتمل وجهًا آخر وهو أن الملكين يأتيان جميعًا ويكون السائل أحدهما، وإن تشاركا في الإتيان، فيكون الراوي اقتصر على الملك السائل وترك غيره ... " (١).
وعليه فالملائكة الموكلون بسؤال القبر اثنان، والأحاديث الواردة بأنهما ثلاثة أو أربعة موضوعة (٢).
وأما اسمهما فهو منكر ونكير، والأصل في ذلك الحديث الذي أشار إليه ابن حجر في كلامه السابق، وفيه: "يقال لأحدهما المنكر والآخر النكير ... " (٣).
وما قرر ابن حجر من عدم ورود الدليل على التفريق بين المؤمن والكافر في اسمي الملكين الموكلين بالسؤال، واستواء سائر الناس فيهما حق (٤)، وقوله بضعف زيادة ناكور ورمان هو المعتمد الذي عليه أهل التحقيق (٥).
وما ذكره من صفاتهما فهو مما صح به الخبر - كما سبق - (٦) وقد وردت أحاديث وآثار تبين صفات أخرى لهما (٧).
وأما البحث في لغتهما فقد سئل عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني،