رأسه، وقيل: بعين قلبه، واحتمال إرادة القيامة بعيد من لفظ اليقظة، على أنه لا فائدة في التقييد حينئذ لأن أمته كلهم يرونه يوم القيامة من رآه في المنام ومن لم يره في المنام ...
والحكايات في ذلك عن أولياء الله كثيرة جدًّا، ولا ينكر ذلك إلا معاند أو محروم.
وأكثر ما تقع رؤيته - صلى الله عليه وسلم - بالقلب ثم بالبصر لكنها به ليست كالرؤية المتعارفة وإنما هي جمعية حالية وحالة برزخية وأمر وجداني فلا يدرك حقيقته إلا من باشره كذا قيل، ويحتمل أن المراد الرؤية المتعارفة بأن يرى ذاته طائفة في العالم أو تنكشف الحجب له بينه وبين النبي وهو في قبره فينظره حيًّا فيه رؤية حقيقية إذ لا استحالة، لكن الغالب أن الرؤية إنما هي لمثاله لا لذاته ... " (١).
التقويم:
ما ذكره ابن حجر- غفر الله له - من جواز رؤيته - صلى الله عليه وسلم - يقظة بعد وفاته قرره جماعة من الصوفية (٢)، وهو باطل من وجوه:
الأول: أن القول بذلك معارض بالأدلة النقلية والعقلية والحسية الدالة على وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يرد على ذلك حياته في قبره إذ حياته فيه حياة برزخية (٣).
الثاني: أن رؤيته - صلى الله عليه وسلم - يقظة بعد وفاته لو كانت ممكنة، لكان أولى الناس بها أصحابه - صلى الله عليه وسلم -، ولا سيما مع قيام المقتضي لهذه الرؤية، فإنه قد جرى بين الصحابة من النزاع في كثير من المسائل ما يستدعي ظهوره لهم