للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعصياه). قال القرطبي: (لفظ "ما كان، وما ينبغي" ونحوهما، معناها الحظر والمنع. فتجيء لحظر الشيء والحكم بأنه لا يكون).

والمقصود: وجوب التحاكم إلى الله ورسوله - والقبول بحكم الوحي - من المؤمنين.

وفي التنزيل نحو ذلك:

١ - قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١)} [الحجرات: ١].

٢ - وقال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٦٥)} [النساء: ٦٥].

٣ - وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣١) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: ٣١، ٣٢].

ومن كنوز السنة العطرة في آفاق ذلكَ أحاديث:

الحديث الأول: أخرج الإمامُ أحمد وأبو داود والترمذي عن أبي رافع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [لا ألفِيَن أحدكم متكئًا على أريكته، يأتيه الأمرُ من أمري، مما أمرتُ به، أو نهيتُ عنه، فيقولُ: لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه] (١).

الحديث الثاني: أخرج الإمام أحمد والحاكم عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [تركتُ فيكم شيئين، لن تضلوا بعدهُما، كتابَ الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض] (٢).

الحديث الثالث: أخرج البخاري عن عمر رضي اللهُ عَنْهُ: [أن رجلًا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين! آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلكَ اليوم عيدًا. قال: أي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: ٣]. قال عمر: قد عرفنا ذلكَ اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو قائم بعرفة يومَ جمعة، وأنا واللهِ بعرفة] (٣).


(١) حديث صحيح. انظر صحيح سنن أبي داود (٣٨٤٩)، وصحيح الترمذي (٢١٤٥)، ورواه أحمد.
(٢) حديث صحيح. انظر مسند أحمد (٣/ ١٤)، وسلسلة الأحاديت الصحيحة (١٧٦١).
(٣) حديث صحيح. أخرجه البخاري في صحيحه (٤٥)، كتاب الإيمان. باب زيادة الإيمان ونقصانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>