قال قتادة:({مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا}. أي: لهُ منها حظّ خير، والحسنة: الإخلاص، والسيئةُ: الشرك).
قال ابن كثير:({مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ} أي: يوم القيامة {فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا}: أي ثوابُ الله خير من حسنة العبدِ، فكيفَ والله يضاعفه أضعافًا كثيرة، وهذا مقامُ الفَضْل. ثم قال:{وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، كما قال في الآية الأخرى:{وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[النمل: ٩٠]، وهذا مقامُ الفَصْلِ العَدْل).
وفي صحيح مسلم عن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل، قال:[إنَّ الله كتَبَ الحسنات والسيئات، ثم بيَّنَ ذلك، فَمَنْ هَمَّ بِحسَنةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتبَها اللهُ عِندَهُ حَسنةً كامِلةً، فإنْ هَمَّ بها فعَمِلها كَتَبها اللهُ عزَّ وجلَّ عنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إلى سَبع مئةِ ضعفٍ إلى أضعاف كثيرة، وإنْ هَمَّ بسيئة فَلم يَعْمَلْها كَتبها اللهُ عنده حسنة كاملة، وإن همَّ بها فعَمِلَهَا، كَتبَها اللهُ سيئةً واحدة](٢).
(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٩١)، كتاب الإيمان، باب تحريم الكبر وبيانه. (٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (١٣١)، كتاب الإيمان. باب إذا همَّ العبد بحسنةٍ كُتبت، وإذا همّ بسيئة لم تكتب. وانظر كذلكَ الحديث (١٣٠).