المؤمنين المتواضعين، المخبتين المتذللين لأمره وشرعه، الذين يريدون إعلاء كلمته في الأرض والحكم بشريعته، ولا يبغون ظلمًا ولا تكبرًا، ولا تجبرًا ولا نشرًا للمعاصي والآثام.
الحديث الأول: أخرج الطبراني في "المعجم الكبير" بسند حسن لغيره عن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:[ما من آدمي إلا في رأسهِ حَكَمَة بيد ملك، فإذا تواضعَ قيل للملك: ارفع حكمته، وإذا تكبَّر قيل للملك: ضع حكمته](١).
قلت: والحَكَمَةُ: موضع أعلى الناصية، كما هو معروف في كلام العرب.
الحديث الثاني: أخرج مسلم وأبو داود وابن ماجة من حديث عياض بن حمار، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:[إنَّ الله أوْحَى إليَّ أن تواضَعوا حتى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ على أَحَدٍ، ولا يبغي أَحَدٌ على أَحَدٍ](٢).
الحديث الثالث: خرّج مسلم في الصحيح عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(١) حسن لشواهده. أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٣/ ١٨٢/ ١) من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه، وقال الهيثمي في "المجمع" (٨٢/ ٨): "رواه الطبراني وإسناده حسن". وقال المنذري في "الترغيب" (٤/ ١٦): "رواه الطبراني، والبزار بنحوه من حديث أبي هريرة، وإسنادهما حسن". وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (٥٣٨). (٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٨٦٥) ح (٦٤)، كتاب الجنةِ ونعيمها، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار. ورواه أبو داود (٤٨٩٥)، وابن ماجة (٤٢١٤).