المبحثُ الخامسُ: منهجُ الاستدلالِ بأقوالِ السَّلفِ على المعاني.
وفيه أربعةُ مطالب:
المطلبُ الأوّل: مفهومُ الاستدلالِ بأقوالِ السَّلفِ على المعاني.
السَّلفُ لغةً:«السّينُ واللامُ والفاءُ أصلٌ يدلُّ على تقدُّمٍ وسبقٍ؛ من ذلك السَّلفُ: الذين مضوا»(١)، وكُلُّ من تقدَّمك وما قدَّمته فهو سلفٌ لك (٢)، ومِنه قولُ الشّاعر (٣):
مضوا سَلَفاً قصدُ السبيلِ عليهم … وصرفُ المنايا بالرِّجالِ تقلَّبُ
أرادَ: أنَّهم تقدَّمونا وقصدُ سبيلِنا عليهم.
واصطلاحاً: يُطلقُ مصطلحُ السَّلفِ ويُرادُ به أحدُ مُفهومَين:
الأوّل: الصَّحابةُ والتّابعون وأتباعُ التّابعين. أو هُمْ: جمهورُ الصَّحابةِ والتّابعين وأتباعِ التّابعين. وهذه الدّلالةُ التّاريخيّةُ لهذا
(١) مقاييس اللغة ١/ ٥٦٧. (٢) ينظر: تهذيب اللغة ١٢/ ٢٩٩، ولسان العرب ١١/ ٥٨. (٣) هو طُفَيل الغَنَوي، يرثي قومَه، والبيتُ في ديوانِه (ص: ٥٦).