ويجوز أن يكون الخبر محذوفًا، وتكون "من" متعلّقة بـ "أحسن"، أي: لا شيء أحسن من كلام هذا، في الكلام أو في الدنيا.
والثّاني: أن يكون منصوبًا بفعل محذوف تقديره: ألَّا فعلت أحسن من هذا؟ وحذف همزة الاستفهام لظهور معناها (٢).
وفيه:"وَلَقَدْ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ البُحَيْرَةِ (٣) أن يُتَوِّجُوهُ فُيَعَصِّبُونَهُ بِالْعِصَابَةِ":
قال - رحمه الله تعالى! -: الوجه في رفع "فيعصبونه (٤) بالعصابة": أن يكون في الكلام مبتدأ محذوف، [تقديره: ]"فهم يعصبونه بالعصابة"، [أو فإذا هم يعصبونه](٥). ولو روي "فيعصبوه" بحذف النون لكان معطوفًا على
(١) في خ: أي. (٢) قال السيوطيّ: "قال القاضي عياض: وروي "لأحسن من هذا" بالقصر من غير ألف. قال: وهو عندي أظهر، وتقديره: "أحسن من هذا أن تقعد في بيتك ولا تأتنا". "عقود الزبرجد" (١/ ١٣٢). (٣) البحيرة: مدينة رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -، وهو تصغير البَحْرة. والعرب تسمي المدن والقرى: البحار. ينظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر"، ابن الاثير الجزري، تحقيق طاهر الزاوي، ومحمود الطناحي، (١/ ١٠٠)، المكتبة العلمية - بيروت د. ت، و "غريب الحديث"، ابن الجوزي، تحقيق عد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، ط. أولى سنة (١٤٠٥ هـ -١٩٨٥ م)، (١/ ٥٦). (٤) في خ: يعصبونه. (٥) زيادة من ط.