نعم، ربما أبهم الراوي شيخه لكونه حدث عنه في حياته، أو لكونه من أقرانه أو أصغر منه، كما في أسباب التدليس.
حدث أبو إسحاق الفزاري بحديث فقال فيه: عن رجل من أهل الشام، عن أبي عثمان، عن أبي خداش، فقال أبو حاتم الرازي:" هذا الرجل من أهل الشام هو عندي بقية، وأبو عثمان هو عندي حريز بن عثمان "، وقال في سبب إبهام بقية:" وإنما لم يسمه أبو إسحاق؛ لأنه كان حيا في ذلك الوقت "(١).
قلت: كانا قرينين، ومات أبو إسحاق قبل بقية.
[كيف يثبت الانقطاع؟]
الصورة الثانية من الانقطاع ظاهرة، فإبهام راو في الإسناد علامة صريحة فيه.
وإنما تحتاج الصورة الأولى إلى طريق تميز بها، وجملة الطرق التي يستعان بها لمعرفة ذلك خمسة:
الأول: التنصيص على عدم السماع.
ويقع:
تارة من الراوي نفسه، وهو قليل، كقول عمرو بن مرة: قلت لأبي عبيدة (يعني ابن عبد الله بن مسعود): تذكر من أبيك شيئاً؟ قال:" لا "(٢).
(١) نقله ابنه في " علل الحديث " (رقم: ٩٦٥). (٢) أخرجه أحمد في " العلل " (النص: ٤٥٦) وابن أبي حاتم في " المراسيل " (ص: ٢٥٦) وإسناده صحيح.