والتعليل به بمعنى الوقوع لا المظنة، أي: ليس التعليل بمجرد العنعنة من الراوي الموصوف بالتدليس، وإنما بكشف وقوع تدليسه في ذلك الحديث، عن طريق جمع أسانيده.
مثل: حديث بقية بن الوليد، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل يحب الملحين في الدعاء ".
هكذا رواه كثير بن عبيد الحذاء عن بقية (٢).
فهذا يقول فيه المبتدئ:(في إسناده بقية، وهو مدلس وقد عنعن)، ثم
(١) في القسم الثاني من هذا الكتاب. (٢) أخرجه الحكيم الترمذي في " نوادر الأصول " (رقم: ١٠٠٨ _ تنقيح) قال: حدثنا الفضل بن محمد، والطبراني في " الدعاء " (رقم: ٢٠) قال: حدثنا واثلة بن الحسن العٍرقي، والعقيلي في " الضعفاء " (٤/ ٤٥٢) قال: حدثنا أحمد بن محمد النصيبي، والقُضاعي في " مسند الشهاب " (رقم: ١٠٦٩) من طريق أبي عروبة الحرَّاني، و (١٠٧٠) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن يونس، جَميعاً قالوا: حدثنا كثير بن عُبيد، به.