مثل (إبراهيم بن مسلم الهجري)، فقد كان ضعفه من جهة أنه كان يرفع الموقوف، قال سفيان بن عيينة:" كان رفَّاعاً "(١).
ومثله قول شعبة في (علي بن زيد بن جدعان): " كان رفاعاً "(٢)، وقوله في (يزيد بن أبي زياد) مثل ذلك (٣).
ورابعها: الجمع بين الرواة في سياق واحد وحمل حديث بعضهم على بعض.
ومثاله في الضعفاء (ليث بن أبي سليم):
قال أبو نعيم الفضل بن دكين: قال شعبة لليث بن أبي سليم: " كيف سألت عطاء وطاوساً ومجاهداً كلهم في مجلس؟ "، قال: سل عن هذا خف أبيك. قال ابن أبي حاتم: فقد دل سؤال شعبة لليث بن أبي سليم عن اجتماع هؤلاء الثلاثة له في مسألة، كالمنكر عليه (٤).
وقال الداقطني:" صاحب سنة، يخرج حديثه، إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاوس ومجاهد، وحسْب "(٥).
قلت: وهذه صورة ناتجة عن تخليط الراوي واضطرابه؛ لما علم من سوء حفظه.
وقال إبراهيم الحربي: سمعت أحمد (يعني ابن حنبل) وذكر الواقدي، فقال: " ليس أنكر عليه شيئاً إلا جمعه الأسانيد، ومجيئه بمتن واحد على
(١) أخرجه يعقوب بنُ سفيان في " المعرفة والتاريخ " (٢/ ٧١١) والعُقيلي (١/ ٦٦) بإسناد صحيح. وكقول سُفيان فيه كذلك قولُ عددٍ من أئمة الجرح والتعديل. (٢) أخرجه البُخاري في " التاريخ " (٣/ ٢ / ٢٧٥) والترمذي (بعد حديث: ٢٦٧٨) وعبد الله بن أحمد في " العلل " (النص: ٤٩٧٨) وابنُ أبي حاتم في " تقدمة الجرح والتعديل " (ص: ١٤٧) و " الجرح والتعديل " (٣/ ١ / ١٨٦) والعُقيلي (٣/ ٢٢٩، ٢٣٠) وابنُ عدي (٦/ ٣٣٤، ٣٣٥) بإسناد صحيح. (٣) أخرجه ابنُ أبي حاتم في " تقدمة الجرح والتعديل " (ص: ١٥٦) و " الجرح والتعديل " (٤/ ٢ / ٢٦٥) والعقيلي (٤/ ٣٤٠) وابنُ عدي (٩/ ١٦٤) بإسناد صحيح. (٤) أخرجه ابنُ أبي حاتم في " التقدمة " (ص: ١٥١) وإسناده صحيح. (٥) سؤالات البُرقاني (النص: ٤٢١).