الحديث بأحسن إسناد عنده محتجا به، ثم يذكر بعده ما وقع من الاختلاف، كأنه يقول بذلك: قد اطلعت على الاختلاف في الرواية وعلمته، ولكن لا أثر له.
شرط مسلم في كتابه:
أما مسلم فقد اجتهد في استيفاء شروط الصحة فيما خرجه في " صحيحه " كما وقع من شيخه البخاري، وإن كان خالف في شيء غير مؤثر في تقدم كتابه.
وكتابه مختصر أيضاً في الحديث الصحيح، فإنه قال:" صنفت هذا المسند " يعني صحيحه " من ثلاث مئة ألف حديث مسموعة "(١).
وسئل عن حديث أبي هريرة في القراءة وراء الإمام، فقال:" هو عندي صحيح " فقال السائل: لم لم تضعْه هنا (٢)؟ فقال:" ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا، إنما وضعت ههنا ما أجمعوا عليه "(٣).
وفسر ابن الصلاح قوله:(ما أجمعوا عليه) من وجهين، فقال:" الأول: أنه أراد أنه لم يضع في كتابه إلا الأحاديث التي وجد عنده فيها شرائط المجتمع عليه، وأنه لم يظهر اجتماعها في بعضها عند بعضهم. والثاني: أنه أراد أنه ما وضع فيه ما اختلفت الثقات فيه في نفس الحديث متناً أو إسناداً، ولم يرد ما كان اختلافهم إنما هو في توثيق بعض رواته , وهذا هو الظاهر من كلامه "(٤).
(١) أخرجه الحاكم في " تاريخه " (كما في " السير " ١٦/ ٢٨٨ _ ٢٨٩) والخطيب في " تاريخه " (١٣/ ١٠١) وإسناده صحيح. (٢) يعني داخِلَ صحيح. (٣) صحيح مسلم (١/ ٣٠٤) ....... (٤) صيانة صحيح مسلم (ص: ٧٥).