الصلاح في الدين بمجرده وصف قاصر لقبول حديث الراوي والاحتجاج به، ولا يتم وصفه بالأهلية الكافية لذلك حتى يكون حافظاً لحديثه متقناً له.
قال أبو الزناد عبد الله بن ذكوان:" أدركت بالمدينة مئة، كلهم مأمون، ما يؤخذ عنهم الحديث، يقال: ليس من أهله "(١).
وقال مالك بن أنس:" لقد أدركت في هذا البلد _ يعني المدينة _ مشيخة، لهم فضل وصلاح وعبادة، يحدثون، ما سمعت من أحد منهم حديثاً قط "، قيل له: ولم يا أبا عبد الله؟ قال:" لم يكونوا يعرفون ما يحدثون "(٢).
(١) أخرجه مسلم في " مقدمة صحيحه " (١/ ١٥) والرامهرمزي في " المحدث الفاصل " (رقم: ٤٢٥) وابنُ عدي في " الكامل " (١/ ١٧٧، ٢٥٩) والخطيب في " الكفاية " (ص: ٢٤٧ _ ٢٤٨، ٢٥٢)، وإسناده حسن. (٢) أخرجه يعقوب بن سفيان في " المعرفة والتاريخ " (١/ ٦٨٤) والرامهرمزي في " المحدث الفاصل " (رقم: ٤١٨) والعُقيلي في " الضعفاء " (١/ ١٣ _ ١٤) وابن حبان في " المجروحين " (١/ ٤١) والحاكم في " المدخل إلى الإكليل " (ص: ٤٨) والخطيب في " الكفاية " (ص: ١٨٩) و " الجامع لأخلاق الراوي " (رقم: ١٦٨) وإسناده صحيح. وأخرج ابن عبد البر في " التمهيد " (١/ ٦٧) معناه بإسناد صحيح إلى إسماعيل بن أبي أويس عن مالك. وإسماعيل صالحُ الأمر في مثل هذا.