هو تلميذ شعبة كذلك، وصاحب يحيى القطان، كان إماماً في تمييز النقلة، إماماً في معرفة علل الحديث.
قال تلميذه علي بن المديني:" أعلم الناس بالحديث عبد الرحمن بن مهدي "(١).
وقال:" والله، لو أخِذْت وحُلِّفتُ بين الركن والمقام لحلفت بالله أني لم أر قط أعلم بالحديث من عبد الرحمن بن مهدي "(٢).
مقارنة بينه وبين يحيى القطان:
روي عن ابن المديني قال:" إذا اجتمع يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي على ترك رجل لم أحدِّث عنه، فإذا اختلفا أخذت بقول عبد الرحمن؛ لأنه أقصدهما، وكان في يحيى تشدد "(٣).
قلت: وهذا الاختيار يؤيده الواقع التطبيقي في شأن من اختلفا فيه من الرواة.
أما إذا اتفقا فحسبك.
قال الذهبي، وذكر ابن المهدي:" كان هو ويحيى القطان قد انتدبا لنقد الرجال، وناهيك بهما جلالة ونبلاً وعلماً وفضلاً، فمن جرحاه لا يكاد _ والله _ يندمل جرحه، ومن وثقاه فهو الحجة المقبول، ومن اختلفا فيه اجتُهِد في أمره، ونزل عن درجة الصحيح إلى الحسن، وقد وثقا خلقاً كثيراً، وضعفا آخرين "(٤).
(١) أخرجه ابن عدي في " الكامل " (٤/ ١٠٥). (٢) أخرجه الحاكم في " معرفة علوم الحديث " (ص: ٦٨). (٣) أخرجه الخطيب في " تاريخه " (١٠/ ٢٤٣) بإسناد لين. (٤) ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (ص: ١٦٧).