كان من أهل العلم والمعرفة والفضل، فقيها متفننا، له نظم فى المعقولات (٢)، واستشراف على العلوم، ومشاركة فى الأدب، مع سراوة أخلاق. ولّى قضاء المرية، بعد صرف القاضى أبى بكر: عتيق بن أحمد الوادى آشى.
وكان حسن السبرة، محمود التواضع، قدّم للصلاة والخطبة [بجامعها الأعظم](٣)، ثمّ لقضاء الجماعة بغرناطة، وقد كان ولّى-قبل المريّة-قضاء وادى آش.
قال أبو الحسن بن شعيب: حضرت مجلس القاضى أبى عبد الله: ابن هشام الإيشى أنا والخطيب أبو عبد الله: محمد بن محمد بن الصّائغ، فأتاه سائل من أهل عمالته؛ فسأله عن ميراث ابنتين وأختين متوفّى عنهنّ وطلبه (٤) أن يقيّد له الفريضة، فسوّى الكاغد، وقال: هذه مسألة يدخلها الغول؟ ؟ ؟ وجعل يكتب. قال القاضى أبو الحسن: فاستشعرت أنه لم يحضره فقه المسألة، وأنه سيؤتى عليه فى تقييده فيها، فقلت: كأنى أتكلم فى نفسى: الأخوات عصبات البنات.
[وكان قد ابتدأ الكتاب فيها، فأضرب عما (٥) كان قد] (٦) كتب، وابتدأ يكتب الفريضة على وجهها، فلما أتمها قطع ما كان قد أضرب عنه
(١) من س. (٢) م: «المعمولات». (٣) من س. (٤) فى س: «وطلب له». (٥) ليست فى م. (٦) ما بين القوسين ليس فى س.