يُعْطَى أَهْلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ- لَو أَنَّ جُلودَهُمْ كانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ)) (١).
- فِي حَدِيثِ أَنَسٍ الثَّاني بَيَانُ تَفَاضُلِ الثَّوَابِ بِتَفَاضُلِ الابْتِلَاءِ، كَمَا فِي الحَدِيثِ: ((أشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسْبِ دِينِهِ؛ فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى قَدْرِ دِينِهِ، فَما يَبْرَحُ البَلَاءُ بِالعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ وَمَا عَلَيهِ خَطِيئَةٌ)) (٢).
وَفِيهِ بَيَانُ فَضْلِ اللهِ تَعَالَى وَرَحْمَتِهِ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَبْتَلِي العَبْدَ بِمَا يُطِيقُ، وَقَرِيبٌ مِنْهُ قَولُهُ تَعَالَى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البَقَرَة: ٢٨٦].
- وَلَا بُدَّ مِنَ العِلْمِ أَنَّ هَذَا الحَدِيثَ المَقْصُودُ بِهِ الحَثُّ عَلَى الصَّبْرِ عَلَى البَلَاءِ بَعْدَ وُقُوعِهِ لَا التَّرْغِيبُ فِي طَلَبِهِ! وَذَلِكَ لِوُرُود النَّهْي عَنْهُ (٣).
- مَرَاتِبُ النَّاسِ عِنْدَ المُصِيبَةِ:
١ - مَرْتَبَةُ السَّخَطِ عَلَى قَدَرِ اللهِ تَعَالَى: وَيَكُونُ بِالقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالجَوَارِحِ، كَمَا فِي المتَّفَقِ عَلَيهِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ مَرْفُوعًا: ((لَيسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الخُدُودَ وَشَقَّ
=﵁: (أَنَّ النَّبِيِّ ﷺ كَانَ يُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنَّا).وكَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ مَرْفُوعًا: ((إنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ لَهُ المَنْزِلَةُ عِنْدَ اللهِ؛ فَما يَبْلُغُها بِعَمَلٍ! فَلَا يَزَالُ اللهُ يَبْتَلِيهِ بِمَا يَكْرَهُ حَتَّى يُبْلِّغَهُ إيَّاهَا)). حَسَنٌ. ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ (٢٩٠٨). الصَّحِيحَةُ (١٥٩٩).(١) حَسَنٌ. التِّرْمِذِيُّ (٢٤٠٢) عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا. الصَّحِيحَةُ (٢٢٠٦).(٢) صَحِيحٌ. التِّرْمِذِيُّ (٢٣٩٨) عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ مَرْفُوعًا. الصَّحِيحَةُ (١٤٣).(٣) أَفَادَهُ المُبَارَكْفُورِيُّ ﵀ فِي كِتَابِهِ (تُحْفَةُ الأَحْوَذِيِّ) (٧/ ٦٦).وَبِنَحْوِهِ قَولُهُ ﵊: ((لَا تَمَنَّوا لِقَاءَ العَدُوِّ؛ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا)). رَوَاهُ البُخَارِيُّ (٣٠٢٦)، وَمُسْلِمٌ (١٧٤١) عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ مَرْفُوعًا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute