قد سلف الكلام في معنى هذِه الأحاديث في كتاب: القدر فراجعه، وتيسير القرآن للذكر: تسهيله على اللسان ومسارعته إلى القراءة حتى إنه ربما سبق اللسان إليه في القراءة فيجاوز الحرف إلى ما بعده وتحذف الكلمة حرصًا على ما بعدها، وقوله:{فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}[القمر: ١٧] أي: متفكر ومتدبر لما يقرأ ومستيقظ لما يسمع، فأمرهم أن يعتبروا وحذرهم أن ينزل بهم ما نزل بمن هلك من الأمم قبلهم، وأصله:(مذتكر)(١) مفتعل من الذكر، أدغمت الذال في التاء ثم قلبت دالاً، وأدغمت الذال في الدال؛ لأنها أشبه بالذال من التاء.
فصل:
قوله: ("ميسر لما خلق له"). قد أسنده فيما مضى ويأتي، وقول مجاهد أخرجه ورقاء، عن ابن جريج عنه (٢).
وأثر مطر أخرجه الحاكم في "المدخل إلى معرفة الإكليل": حدثنا أحمد بن محمد، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا يزيد بن موهب، ثنا
(١) في الأصل: مذتكير. (٢) كذا بالأصل: عن ابن جريج عنه. وفي "تفسير مجاهد" ٢/ ٦٣٧، وابن جرير ١١/ ٥٥٥: ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: {يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ}. قال: هوّناه. وعزاه الحافظ في "تغليق التعليق" ٥/ ٣٧٨ للفريابي في "تفسيره" بمثل ما في "تفسير مجاهد" وابن جرير.