الذي أنكرته عائشة - رضي الله عنها - (١)، وقال أبو الحسن الأشعري: هي فضيلة خص بها من بين سائر الأنبياء، ولا بأس أن تكون الملائكة يرونه بأبصار قلوبهم، وذلك غير ممتنع.
واختلف جوابه وجواب غيره من مشيخة أهل السنة: هل رؤيته تعالى في القيامة جزاء أم تفضل؟ ونفس (رؤيته)(٢) سبحانه ليست لذة؛ لأن ذاته ليست ذاتا يلتذ بها، وإنما يصحب رؤيته اللذة، وقيل: معني لا تدركه الأبصار: لاتدركه جسمًا ولا جوهرًا ولا عرضًا ولا كشيء من المدركات، وقيل: لا تدركه الأبصار، وإنما يدركه المبصرون، وقيل: لا تدركه في الدنيا.
فصل:
قولها:(من حدثك أن محمدا يعلم الغيب فقد كذب).
قال الداودي: ما أظنه محفوظًا، وإنما المحفوظ: من حدثك أن محمدًا كتم شيئًا مما أنزل عليه فقد كذب (٣)، وإنما قالت ذلك؛ لأن الرافضة كانت تقول: إنه - عليه السلام - خص عليًّا بعلم لم يعلمه غيره، وأما علم الغيب فما أحد يدعي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يعلم منه إلا ما علَّمه الله تعالى.
(١) في الحديث المتقدم عند البخاري (٧٣٨٠). (٢) في الأصل: لذته والمثبت من (ص ١). (٣) سلف هذا الحديث بهذا اللفظ (٤٦١٢) كتاب: التفسير، باب: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}، ورواه مسلم أيضًا بهذا اللفظ (١٧٧) كتاب: الإيمان، باب: معنى قول الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣)} وهل رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه ليلة الإسراء؟