يعني: مطرقين مطأطئي الرؤوس. وكذلك من خجل واستحيا أو خزي وافتضح.
والقول هو الأول. ولو فعلوا هم ذلك خجلًا لقيل: ثم نكسوا رؤوسهم، فلما قيل: نكسوا على رؤوسهم، على الفعل الذي لم يسم فاعله، ظهر أن المعنى: رُدوا على ما كانوا عليه من أول الأمر.
وفيه إثبات للقضاء والقدر، وهو أن الله فعل ذلك بهم للشقاوة التي أدركتهم.
قال ابن عباس: لقد علمت أن هذه الأصنام لا تتكلم (٢).
قال الزجاج: اعترفوا بعجز ما يعبدونه عن النطق (٣).
وقال الفراء: العلم بمنزلة اليمين، ولذلك لقي بما يلقى به اليمين، كقوله (٤): والله ما أنت بأخينا. قال: ولو أدخلوا (٥)(أن) قبل (ما) فقيل: لقد علمت أن ما فيك خير، [كان صوابًا](٦)(٧).
(١) ذكر أبو حيان ٦/ ٣٢٥، والسمن الحلبي ٨/ ١٧٩ أن قوله (لقد علمت) جواب قسم محذوف، والقسم وجوابه معمولان لقول مُضْمر، وذلك القول المُضْمر حال من مرفوع (نكسوا)، والتقدير: أي: نكسوا قائلين والله لقد علمت. (٢) تقدم نحو هذا عن ابن عباس في قوله: (فاسألوهم إن كانوا ينطقون). (٣) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٩٧. (٤) عند الفراء: كقول القائل. (٥) عند الفراء: ولو أدخلت العرب. (٦) ساقط من (د)، (ع). (٧) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٠٧ مع تصرف.