وتَوهَّم بعضهم أن السبح يختص بالسير في الماء، فجعل الفلك موجًا من الماء تسير فيه النجوم لما رأى قوله:{يُسَبحُونَ}(٣).
وحكى الفراء هذا القول في "تفسير الفلك"(٤).
ولما وصف النجوم بفعل ما يعقل (٥) جُمِعَ (٦) فعلها جَمْعَ فعل ما يعقل، قال أبو إسحق: قيل {يَسْبَحُونَ} هو كما يقال لما يعقل: لأنَّ هذه الأشياء وصفت بالفعل (٧) كما يوصف ما يعقل، كما قالت العرب -في رواية جميع النحويين-: "أكلوني البراغيث" لما وصفت بالأكل قيل:
(١) في (أ)، (ت): (منعة)، والمثبن من (د)، (ع). وهو الموافق لما في "تهذيب اللغة"، وديوان الأعشى. (٢) هذا عجز البيت، وصدره: كم فيهم من شَطْبَة خَيْفق وهو في "ديوانه" ص ٤١٧، وفيه: ضابر، و"تهذيب اللغة" للأزهري ٤/ ٣٣٨ "سبح"، و"اللسان" ٢/ ٤٧١ (سبح). وهو أحد أبيات قصيدة يفضل فيها عامر بن الطفيل على علقمة بن علاثة في المنافرة التي جرت بينهما. والمعنى: كم فيهم من جواد سابح نشيط سابق. انظر: "لسان العرب" ٨/ ٣٤٥ (ميع)، "القاموس المحيط" ٢/ ٧٦، "ديوان الأعشى مع التعليق عليه" ص ٤١٧. (٣) هذا قول الكلبي، فقد ذكر الرازي ٢٢/ ١٦٧ أنه قال: الفلك ماء تجري فيه الكواكب، واحتج بأن السباحة لا تكون إلا في الماء. ثم ردّ عليه بقوله: لا يسلم فإنه يقال في الفرس يمد يديه في الجري: سابح. (٤) انظر: "معاني القرآن" ٢/ ٢٠١. (٥) في (ع): (ما تعقل). (٦) جمع: ساقطة من (ع). (٧) في (ع): (بالعقل).