وقوله تعالى:{لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} قال أبو إسحاق (١): جوابه محذوف، المعنى لولا أن رأى برهان ربه، لأمضى ما هم به.
وقال أبو بكر (٢) تلخيصه: لولا أن رأى برهان ربه لزنا، وحذف جواب (لولا) كثير في القرآن، ومثله {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ}[التكاثر: ٥]، جوابه: لم تنافسوا وتفاخروا بالدنيا وهو كثير.
وقوله تعالى:{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ} قال أبو إسحاق (٣) أي كذلك أريناه البرهان لنصرف عنه السوء والفحشاء.
وقال صاحب النظم: هذا على التقديم والتأخير، التقدير: ولقد همت به وهم بها (كذلك) أي كما همت به، وقوله {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} معترض بينهما واتصاله بقوله: {لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ} أي أريناه البرهان لنصرف عنه ما هَمَّ به من السوء والفحشاء.
قال ابن زيد (٤): السوء القبيح، والفحشاء الزنا. وقال الزجاج (٥): السوء خيانة صاحبه، والفحشاء ركوب الفاحشة. وقال عطاء (٦): السوء والفحشاء عبارتان عن الزنا كله باللسان والفرج واليد وجميع الفرج.
عن ابن عباس {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} أي (٧) الذين أخلصوا دينهم لله، ومن فتح اللام أراد الذين أخلصهم الله من الأسواء.
(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٠١. (٢) "زاد المسير" ٤/ ٢٠٧. (٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٠٢. (٤) البغوي ٤/ ٢٣٤، القرطبي ٩/ ١٧٠ من غير نسبة. (٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٠٢. (٦) انظر: الرازي ١٨/ ١٢١. (٧) هذا قول الزجاج انظر "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٠٢.