لو قلت: القتال زيدا حين يضرب، فنصبت «زيدا» ب «يضرب» لم يجز، لأن «حين» مضافة إلى «يضرب» ولا يعمل المضاف إليه فيما قبل المضاف، لأنه في موضعه ورتبته، فلا ينوى به غير موضعه (١).
«٤» قوله: ﴿لَيُزْلِقُونَكَ﴾ قرأه نافع بفتح الياء، من «زلق»، وقرأ الباقون بضمّ الياء، من «أزلق»، وهذا فعل يتعدّى إذا استعملته على «فعل يفعل» بفتح العين في الماضي، فإن استعملته بلغة أخرى وهي «زلق يزلق» بكسر العين في الماضي لم يتعدّ، كما يقال: شترت عينه وشترتها، وحزن الرجل وحزنته، كذلك تقول: زلق الرجل وزلقته. وإذا كان من «أزلق» فهو متعدّ بلا اختلاف، والخليل يذهب إلى أن معنى «شترته وحزنته» جعلت له شترا وحزنا، كقولك: دهنته وكحلته، إذا جعلت ذلك فيه. ومعنى «لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ» ليصيبونك بالعين، وقيل: معناه «لينظرون إليك نظر البغضاء».
قيل: كانوا ينظرون [إلى](٢) النبي ﷺ بالعداوة (٣) والبغضاء حتى كادوا يشقّونه بنظرهم (٤).