وحجة من فتح أنه أخبر عنهم أنفسهم بالزّفيف، وهو الإسراع، يقال: زفّت الإبل تزفّ، إذا أسرعت.
«١٣» وحجة من ضمّ أنه أخبر عنهم أنهم يحملون غيرهم على الإسراع، فالمفعول محذوف، والمعنى: فأقبلوا إليه يحملون غيرهم على الإسراع، أي: يحمل بعضهم بعضا على الإسراع. قال الأصمعي (٢): يقال أزفّت الإبل إذا حملتها على أن تزف، أي: تسرع، والزفيف الإسراع في الخطو مع مقاربة المشي (٣).
وحجة من فتح التاء أنه جعل الفعل من «الرأي» الذي هو الاعتقاد في القلب، فعدّاه إلى مفعول واحد، وهو ما في قوله: ﴿ماذا تَرى﴾، فجعلهما اسما واحدا في موضع نصب ب «ترى»، لأن «ما» استفهام، ولا يعمل فيها «انظر»، لأن الاستفهام له صدر الكلام، فلا يعمل فيه ما قبله، إنما يعمل فيه ما بعده، وهو «ترى» في هذا الموضع، وليس «ترى» من رؤية العين، لأنه لم يأمره أن يبصر شيئا ببصره، إنما أمره أن يدبّر أمرا عرضه عليه، يقول فيه برأيه
(١) النشر ٢/ ٣٤٢، والحجة في القراءات السبع ٢٧٦، وزاد المسير ٧/ ٥٧، وتفسير غريب القرآن ٣٧٠، وتفسير ابن كثير ٤/ ٦، وتفسير النسفي ٤/ ٢٠. (٢) هو عبد الملك بن قريب، اللغوى، روى عن ابن عون ونافع بن أبي نعيم، وعنه نصر بن علي، وروى الحروف عن الكسائي، وثقه ابن معين، (ت ٢١٦ هـ)، ترجم في الجرح والتعديل ٢/ ٣٦٣/٢، وطبقات القراء ١/ ٤٧٠. (٣) التبصرة ١٠٣ /أ، والحجة في القراءات السبع ٢٧٧، وزاد المسير ٧/ ٦٩، غريب القرآن ٣٧٢، وتفسير ابن كثير ٤/ ١٣، وتفسير النسفي ٤/ ٢٤ الكشف: ١٥، ج ٢.