قال: ﴿جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً﴾ «البقرة ٢٢»، ﴿جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً﴾ «نوح ١٩». فالفراش والبساط اسم ما يفرش وما يبسط كذلك المهاد اسم ما يمهّد، ويجوز أن يكون المهاد جمع مهد، فجمع المصدر، جعله اسما غير مصدر ك «بغل وبغال».
«٩» وحجة من قرأ بغير ألف أنه جعله مصدرا كالفرش، لكن عمل فيه عامل من غير لفظه، والتقدير: الذي مهد لكم الأرض مهدا. ف «جعل» قام مقام «مهد» ويجوز أن يكون المعنى: ذات مهد، أي: ذات فراش، فيكون في المعنى كالمهاد، فالقراءتان على هذا بمعنى (١).
«١٠» قوله: ﴿مَكاناً سُوىً﴾ قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة بضم السين، وقرأ الباقون بالكسر، وهما لغتان مثل «طوى وطوى» وهو نعت ل «مكان»، ومعناه: مكانا نصفا فيما بين الفريقين، وهو فعل من التسوية.
فالمعنى: مكانا لتستوي مسافته على (٢) الفريقين، و «فعل» قليل في الصفات نحو: عدى، و «وفعل» كثير في الصفات، نحو قولك: لبد وحطم. وقد ذكرنا أن أبا بكر وحمزة الكسائي يقفون عليه بالإمالة، وورش وأبو عمرو بين اللفظين، [وقد](٣) تقدّمت علّة الإمالة فيه وفي غيره (٤).