وحجة من قرأ بالياء أنه أضاف «الغرق» إلى «أهل» بمنزلة: مات زيد، و «الأهل» فاعلون، لأنهم مخبر عنهم، ولأنه أمر دخل عليهم من غير اختيار منهم [له](٢).
«٤١» وحجة من قرأ بالتاء أنه أجراه على الخطاب للخضر من موسى، فالمخاطب هو الفاعل، وتعدّى فعله إلى «الأهل»، فنصبهم، وقوّى ذلك أن قبله خطابا بين موسى والخضر في قوله: ﴿أَخَرَقْتَها﴾ وما قبل ذلك، فجرى آخر الكلام على أوله في الخطاب، وأيضا فإن الخارق للسفينة هو فاعل الغرق في المعنى، فإضافة الغرق إليه أولى من إضافته إلى المفعول، وهو الاختيار (٣).
«٤٢» قوله: ﴿نَفْساً زَكِيَّةً﴾ قرأه الكوفيون وابن عامر بتشديد الياء من غير ألف، وقرأة الباقون بعد الزاي مخفّفا.
وحجة من قرأ بغير ألف مشدّد الياء أنه بناه على «فعيلة» على معنى «نامية»، وقيل: معناه التي لم تبلغ الخطايا، وقيل: معناه مطهره، وقيل:
زكية وزاكية لغتان بمعنى صالحة تقية.
«٤٣» وحجة من قرأ بألف أنها لغة في «زاكية وزكية» بمعنى، قيل:
هو على تقية صالحة، وقيل: معناه لا ذنب لها، والقراءتان بمعنى (٤).