دكا، أي: جعلتها مستوية لا ارتفاع فيها ولا انخفاض، قال الأخفش كأنه لمّا قال:
جعله، قال: دكه دكا، فجعله في موضع دكه، ويقوّي هذه القراءة قوله:
﴿فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً﴾ «الحاقة ١٤» وقوله: ﴿دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا﴾ «الفجر ٢١» قال أبو عبيدة: جعله دكّا أي مندكا، والاختيار ترك المدّ لمّا بيناه من العلة، ولأن عليه أكثر القراء، ولما روى أنس بن مالك عن النبي ﵇ أنه قرأ:«دكا» بالتنوين من غير مدّ (١).
وحجة من وحّده أن «رسالة» تجري مجرى المصدر، وتعمل عمله، وإن كانت الهاء فيها (٢)، فالمصدر موحّد (٣) أبدا إذ يدل على القليل والكثير من جنسه.
وأيضا فإن بعده «وبكلامي»، وهو مصدر موحّد، يراد به أيضا الكثرة، فجرت الرسالة، في توحيد لفظها، على مثل توحيد الكلام.
«٤١» وحجة من جمع أنه لمّا كان موسى ﷺ أرسل بضروب من الرسالات، فاختلفت أنواعها، فجمع المصدر، لاختلاف أنواعه، كما قال: ﴿إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ﴾ «لقمان ١٩» والأصوات جمع صوت، وصوت مصدر، فجمع لاختلاف أجناس الأصوات، واختلاف المصوّتين، ووحّد في قوله:(لصوت) لمّا أراد به جنسا واحدا من الأصوات (٤).